الكرب العظيم || كلمة التحرير || مجلة بلاغ العدد ٢١ رجب ١٤٤٢

الكرب العظيم

كلمة التحرير

مع تقلب الأيام ومرور الشهور والأعوام يتذكر الناس جرائم النصيرية البعثيين وما ارتكبوه من فظائع في حق أهل سوريا عبر خمسين سنة من القهر والطغيان؛ فيوما يتذكر الناس مذبحة نهر قويق، ويوما يتذكرون مذبحة الحولة، ويوما يتذكرون القصف الكيماوي على خان شيخون أو الغوطة، ومرة يتذكرون تدمير حلب، وأحيانا يتذكرون جرائم الملعون حافظ ومذابح حماة وحلب وجسر الشغور وتدمر.. وغير ذلك مما هو مشهور ومعروف.

* وإن هذه الذكريات الأليمة تستدعي واجبات عظيمة منها:

– على الذين نجوا من قبضة العدو النصيري وسجونه وشبيحته وإجرامهم وهاجروا إلى الأراضي المحررة أن يتذكروا هذه النعمة العظيمة نعمة إنجائهم من هذا الكرب العظيم والعذاب المهين، وأن يحسنوا شكر الله جل وعلا على هذا الفضل العميم، وقد تعددت آيات القرآن الكريم التي تُذكر العباد بأمثال تلك النعمة، كإنجاء بني إسرائيل من فرعون وإنجاء نوح عليه السلام من كفار قومه، وإنجاء إبراهيم ولوط عليهما السلام وغير ذلك، كما قال جل وعلا: (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ)، (وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ)، (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ)، (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ)، (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ)..

– وإن من الشكر الواجب لنعمة الله جل وعلا في الإنجاء من بطش وإجرام النصيرية البعثيين العمل الجاد على استنقاذ بقية الشعب من بطش وتجبر هؤلاء المجرمين، وحمل هم إخواننا الأسارى والأسيرات في سجون القهر والطغيان، واضعين نصب أعيننا قوله تعالى: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).

– وليكن شعارنا بعد إذ نجانا الله من القوم الكافرين ومكننا من السلاح والعتاد ومنَّ علينا بالجهاد في سبيل الله تعالى وأرانا انتقامه من أعدائنا بأيدينا شعار بلال بن رباح رضي الله عنه يوم بدر عندما رأى أمية بن خلف الذي كان يعذبه بمكة، فنادى: “يا معشر الأنصار! أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا أمية!” فتخللوه بالسيوف حتى قتلوه.

أفيهنأ لنا عيش إن هنأ النصيرية بالعيش؟!

أوتطيب لنا حياة إن طابت حياةٌ للمغتصبين ديارنا وأموالنا وأعراضنا؟!

* إن أي أحد يذكر الكرب العظيم الذي نجاه الله منه، ثم يركن في الأرض المحررة اليوم للدنيا ويحيد عن طريق الجهاد ويتماشى مع السياسات الدولية المتآمرة وهدنها الخادعة في حين أن العدو يستذل إخواننا ويغتصب أخواتنا حري به أن يندب نفسه الدنية وينادي: واخجلتاه واسوأتاه وافضيحتاه..

ويح قومي كيف ينسون العذارى

في زنازين الطغاة أذناب النصارى

– ويظل القرآن الكريم دليل هداية في كل زمان ومكان وإن شاعت الفتن والشبهات التي تحرف الجهاد عن مساره أو تحول بعض المقاتلين إلى مرتزقة أو أدوات وظيفية أو حرس حدود أو سياط ظلم أو موظفين منتفعين، قال تعالى: (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا).

والحمد لله رب العالمين.

الكرب العظيم || كلمة التحرير || مجلة بلاغ العدد ٢١ رجب ١٤٤٢
الكرب العظيم || كلمة التحرير || مجلة بلاغ العدد ٢١ رجب ١٤٤٢

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى