إدلب في شهر جمادى الأولى ١٤٤٥هـ مجلة بلاغ العدد ٥٦ – جمادى الآخرة ١٤٤٥ هـDecember 21, 2023

أبو جلال الحموي

تستمر المعارك الضارية بين المجاهدين في غزة والعدو المحتل الصهيوني، ويبلي فيها المجاهدين بلاءً حسناً، والعدو في حالة يأس وإحباط، من طول مدة الحرب، والكم الكبير من الخسائر البشرية والمادية الذي يتكبده، وأهل الثورة السورية في شمال الشام يولون الأهمية الأولى والكبرى لهذه الحرب ويتابعونها بالألم والأمل ودعاء النصر لإخوانهم في جنوب الشام.

يستمر الجولاني في التخبط وملاحقة واعتقال قادة عسكريين وأمنيين من داخل الهيئة، والذريعة المعلنة هي العمالة، لكن المعلومات تفيد أنها تصفيات لأسباب متعددة، وأهمها خوف الجولاني على ملكه الموهوم، ومن القادة المعتقلين مؤخراً “أبو مسلم آفس” القائد العسكري، ومن الأمنيين “بتار الأمني” مسؤول منطقة سلقين، والاعتقالات مستمرة ويتوقع أن تطال آخرين.

خرج القيادي من الصف الأول “أبو أحمد زكور” من إدلب إلى ريف حلب الشمالي، بعد أن شعر بدنو خطر الاعتقال أو التصفية من قبل الجولاني وعصابته، وأعلن انشقاقه عن الهيئة، ما دعا الهيئة إلى إصدار بيان فصل له بتاريخ مسبق، وتوجهت قوة كبيرة من الهيئة إلى اعزاز للقبض عليه أو اغتياله، وبعد اشتباكات استطاعوا القبض عليه إلا أن الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية خلصته منهم، وبدأ بنشر شهادته ضد قيادة الهيئة، وفيما صرح به أنها قامت بتفجير مفخخة في معبر أطمة قتل فيها حوالي مائة عنصر وكادر من الجيش الحر، وتوعد بكشف المزيد.

ضجت منابر المساجد والمجالس وشبكات التواصل بالإنكار على مول الحمرا وأمثاله بسبب الاحتفالات المختلطة مع السفور والموسيقى، وكثر المنكرون منهم من كان إنكاره عاطفياً وصرح بسببه، أن هناك مجاهدين قتلوا في عملية انغماسية ذات اليوم، ومنهم من كان إنكاره شرعياً، وطالب بمنع هذه المظاهر من كل المنطقة المحررة، التي من المفترض أن تحكم بشرع الله، وحمّل هيئة الجولاني التي تمنع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحارب المصلحين.

نشر الشيخ عبد الرزاق المهدي منشورات ينتقد فيها قيادة الهيئة التي منعته من العمل الدعوي والشرعي على جبهات الرباط، بعد أن شارك بقوة في انتقاد ما يحدث في الأسواق من منكرات، فما كان من الجولاني إلا أن أرسل قوة لاعتقاله أو إرهابه، فخرج من منزله بعد منتصف الليل، ونشر عبد الرحيم عطون المسؤول الشرعي في الهيئة تطميناً للشيخ، لكن الشيخ حذف منشوراته التي ينتقدهم فيها، مما يكشف مرة تلو المرة وجههم القبيح الذي لا يحتمل نصحية ولا نقداً ولا إنكاراً، ويستمر تهديد المشايخ والدعاة، نسأل الله أن يحفظهم بحفظه.

Exit mobile version