إدلب في شهر جمادى الآخرة 1443هـ – صدى إدلب – مجلة بلاغ العدد الثالث والثلاثون ⁨رجب ١٤٤٣ هـ

مجلة بلاغ العدد الثالث والثلاثون رجب ١٤٤٣ هجرية – شباط ٢٠٢٢ ميلادي

إعداد: أبو جلال الحموي

* استمر القصف الروسي على إدلب في شهر جمادى الآخرة 1443هـ بمستوى أقل نوعا ما من القصف السابق في الشهور الماضية، وكان تركيزه الأكثر على المناطق المتاخمة للجبهات مثل: العنكاوي، والبارة، وكنصفرة، والأتارب، ودير سنبل، وقليدين، وخربة الناقوس، وسفوهن، والفطيرة، وتقاد..، وقد قام الثوار بالرد ببعض القصف على جبهات العدو القريبة وعدد من عمليات القنص، ولعل انخفاض الوتيرة نوعا ما في هذا الشهر سببه الانشغال الروسي بموضوع أوكرانيا والحشود هناك، مما يؤدي لرفع التصعيد في مناطق وخفضه في مناطق أخرى.

وقد استغل حزب ال ب ك ك هذا الحدث الدولي في تصعيد متدرج لاستهدافه مناطق درع الفرات وغصن الزيتون فاستهدف المناطق المدنية في جرابلس وعفرين والباب بقذائف صاروخية أدت لوقوع عدد من المجازر في تلك المناطق بين الأهالي.

* وقد حصلت في هذا الشهر بإدلب عملية تبادل أسرى بين جيش العزة والنظام النصيري تم خلالها إطلاق سراح ثلاثة من جنود جيش العزة العاملين خلف خطوط العدو النصيري والذين قُبض عليهم قبل سنين، مقابل جثة ضابط إيراني وخمسة جنود أسرهم جيش العزة خلال المعارك السابقة.

* وقد شهد هذا الشهر إنزالا أمريكيا في منطقة أطمة بريف إدلب الواقعة قرب الحدود التركية وقرب منطقة غصن الزيتون، واستمر الإنزال ثلاث ساعات قام فيها الأمريكان بقتل قرابة عشرة من الأطفال والنساء وعدد من الرجال، والتحقيق مع بعض الأهالي الساكنين في المنطقة، وأعلنوا بعد انتهاء الإنزال أنهم تمكنوا من القضاء على زعيم تنظيم الدولة أبي إبراهيم الهاشمي، ورغم أن المنطقة تعد مركز ثقل لقوات الجولاني فإن الإنزال الأمريكي لم يجد ما ينغصه سوى مقاومة ضعيفة أول حصوله -يرجح أنها من تنظيم الدولة- أدت لإعطاب إحدى الطائرات، ثم عاثوا في المنطقة فسادا بأريحية تامة جدا.

* وبخصوص الجانب الإنساني في إدلب فقد مرت المنطقة بشهر شديد البرودة، تساقطت فيه الثلوج والأمطار وزادت سرعة الرياح بمعدلات أعلى مما هو معتاد في السنين الماضية؛ فانقطعت كثير من الطرق الرئيسية والفرعية وانهدمت مئات الخيام وتضررت آلاف العائلات، ورغم أن هذه العاصفة ضربت المنطقة كلها بما فيها مناطق المخيمات في درع الفرات وتركيا وغير ذلك، ورغم أن المساعدات الإنسانية التي تصل لإدلب أكبر مما يصل لأغلب المناطق الأخرى، فإن الأضرار بإدلب كانت أكثر بسبب سوء إدارة ملف المخيمات فيها واستغلال الإدارة الموجودة في إدلب مسألة المخيمات كبقرة حلوب يستفيدون منها استفادة فصائلية ويتاجرون في مأساتها، ومن شواهد هذا الفساد أن فيصل سليمان مدير مخيم أبو دقنة الواقع بالقرب من منطقة كللي والمعين باختيار من إدارة المنطقة سافر لمناطق سيطرة النظام النصيري وقدم لهم بيانات كاملة عن المخيم الذي كان يديره، أي أنه كان عميلا لهم يخترق المنطقة لحسابهم.

* أما في جانب العدالة بإدلب فلا زالت قيادة هيئة تحرير الشام تمارس جرائمها بحقوق المجاهدين والناشطين والأهالي، فقامت باعتقال عدد من المجاهدين المهاجرين، وكذلك اقتحمت معهد طلائع الإيمان الشرعي وأرهبت الطلاب واعتقلت الكادر التدريسي به، كما اعتقلوا عددا من أصحاب المراصد منهم المرصد أبو بكر حاس، وقد قوبلت هذه الجرائم بمزيد من التنديد والتظاهر ضدها، فخرجت مظاهرات تندد بذلك في عدة أماكن مثل كللي والسحارة ودير حسان وتلعدة وغيرها، كما أقام المتظاهرون جمعة باسم “جمعة الكرامة” خرج فيها المصلون بعد صلاة الجمعة معبرين عن معارضتهم لتلك الإجراءات القمعية ومطالبين بالإفراج عن المعتقلين والتوقف عن احتقار المجتمع، كما أطلق الإعلامي المعروف بلال عبد الكريم حملة إعلامية باسم: “أوقفوا التعذيب الذي تمارسه هيئة تحرير الشام في سوريا” نشر من خلالها مقاطع مصورة تبين بعض وسائل التعذيب السائدة في سجون الجولاني.

هنا بقية مقالات مجلة بلاغ العدد ٣٣ رجب ١٤٤٣ هـ

Exit mobile version