أيُّها المستثمر المأجور: إنَّ دماءنا لا يُوقِفُ نزيفها إلَّا نزيف دماء أعدائنا‼️

🛑إنَّ مسلوب القرار لن تنقذه سياسةٌ ولن يسعفه استثمارٌ،
و إنَّ الجبان المهزوم لن تنفعه حجَّةٌ و لن يحميه قرارٌ،
و إنَّ الخسيس عديم النَّخوة و الحميَّة لن تحرِّكه مجازرٌ و لن توقظه دماءٌ و أشلاء و انهيارٌ،
و مهما فعل الكاتب المأجور تلميعاً و تجميلاً و تغريداً فلن يحوِّل مسلوباً للقرار إلى ممسكٍ و لا جباناً مهزوماً إلى شجاعٍ و لا ساقطاً خسيساً إلى صاحب وفاءٍ.

🛑 أيُّها المستثمر المأجور: بعد أن تعرف من هو قاطع الطَّريق المجرم الذي سلب القرار العسكريَّ للثَّورة السُّوريَّة فعندها تحدَّث عن استعادة القرار السِّياسيِّ لها،

فبعد أن كلَّف الجولانيُّ مختار التُّركيَّ عسكريّاً عامّاً للهيئة في نيسان 2018 زارني الأخير في البيت و أخبرني عن تكليفه الجديد،
فسألته: هل أعطاك الجولانيُّ صلاحيَّاتٍ للعمل؟!،
هل أعطاك صلاحيَّة اتّخاذ قرار المعركة؟!،
هل أعطاك صلاحيَّة تحديد محور المعركة؟!،
فأجابني: لا، هو الأمير يتدخَّل بكلِّ هذه الأمور،
فذكَّرته بتدخُّل الجولانيِّ بالقرار العسكريِّ كالأطفال أيَّام شرق السِّكَّة -و ما جرَّ علينا ذلك من ويلاتٍ و انتكاساتٍ-،
فسكت هنيهةً، ثم قال لي معترفاً بنبرةٍ حزينةٍ:

⚠️ لقد كتبنا -مؤخَّراً- رسالةً سرِّيَّةً للجولانيِّ و وقَّعت عليها أنا و أبو الخير تفتناز و أبو الحسن 600 و أبو حسين الأردنيُّ و فيها: أنَّك أنت -أيُّها الجولانيُّ- تتحمَّل مسؤوليَّة الهزيمة في شرق السِّكَّة!!!. ⚠️

🛑 و بعدها قابلت أبا حسين الأردنيَّ -و كعادته في الخداع و المراوغة- فقال لي: إنَّ الجولانيَّ رغم كلِّ شيءٍ هو أفضل شخصٍ لقيادة السَّاحة،
فقلت له: على العكس، فليأت أيُّ شخصٍ غيره أفضل منه،
و قلت له: هل تنكر أنك وقَّعت على رسالةٍ من فترة فيها: أنَّ الجولانيَّ يتحمَّل مسؤوليَّة الهزيمة في شرق السِّكَّة،
فقال لي: غير صحيحٍ،
قلت له: لا تنكر لقد وقّعت!،
فأجاب: لا، لم أفعل،
قلت له: لا تنكر لقد وقَّعت، هل أخبرك من أخبرني بذلك؟!،
فأسقط في يديه و انكسف وجهه ثمَّ قال معترفاً: نعم، لقد قلت للجولانيِّ ذلك!.

🛑 نعم، لقد قالها الكثير سرّاً أو جهراً، كتابةً أو قولاً، بل قالوا أكثر من ذلك و أخبروني به -مِمَّن ذكرت أسماءهم آنفاً و من غيرهم- لكنَّ الخوف و الجبن و تقديم المصالح الخاصَّة على مصلحة السَّاحة و النَّفعيَّة و حبَّ الإمارة سيطرت على كياناتهم فعادوا للعمل أذلَّاء طائعين مع الجبان الفاشل الجولانيِّ الذي دمَّر السَّاحة بتلاعبه و رعونته و كان أهمَّ أسباب الهزائم و الانتكاسات،

فهل عرفت -أيُّها الكاتب المأجور- من الذي سلب قرار الثَّورة العسكريَّ و من هو قاطع الطَّريق الحقيقيَّ؟!.

🛑 أيُّها المستثمر المأجور: بعد أن تستعيد قرار الثَّورة العسكريَّ ليكون قراراً ثوريّاً جهاديّاً لا قراراً طفوليّاً لمتسكِّعٍ مغرورٍ يشاهد فيلماً كرتونيّاً لصراع الجبابرة و يتقمَّص فيه شخصيَّة تسوتسو، و يريد إشباع غرائزه و شهواته الصِّبيانيَّة على أرض الواقع،
بعد ذلك تحدَّث عن استعادة القرار السِّياسيِّ.

🛑 أيُّها المستثمر المأجور: و هب أنَّك عرفت
لِمَ يقصفنا العدوُّ الخميس و يتوقَّف الجمعة،
و لِمَ يقصف أسواقنا قبل صلاة الجمعة و يترك الفاشل في استعراضاته البهلوانيَّة بعدها،
و لِمَ يقصف مناطق الدّرع بالأمس، و يقصف ادلب اليوم،

ماذا تفيدك هذه المعرفة إن كان الجولانيُّ قد سلب قرار الثَّورة العسكريَّ؟!،
و هل معرفتك لذلك هي استعادةٌ للقرار السِّياسيِّ؟!،
و ماذا يفيدك القرار السِّياسيُّ “الصُّوريُّ” إن كنت فاشلاً مهزوماً و قاطع طريقٍ في الواقع و الميدان؟!،

فهل ينفع الطَّالب الفاشل الكسول يوم الامتحان معرفته المسبقة عدد الأسئلة فيه و عدد المراقبين؟!.

⚠️ يقول الشَّاعر:
ما تنفع الحجج الضَّعيف و إنَّما
حقُّ القويِّ معزَّزٌ معضود.

🛑 و ختاماً أقول: إنَّ المعادلة واضحةٌ بيِّنةٌ،
فالدَّبَّابة لا يدفعها إلا الدَّبَّابة،
و المدفع لا يُوقِفُه إلا القذائف المتفجِّرة من مدافعنا،
و الطَّائرة لا ينفع معها إلا الطَّائرة المسيَّرة،
و البارودة لا يُسْقِطُها إلا أزيز رصاص المجاهدين و الثُّوار،
و دماؤنا لا يوقف نزيفها إلا نزيف دماء أعدائنا،
و قرارنا المسلوب -عسكريّاً و سياسيّاً- لا يعيده إلا كنس قطَّاع الطُّرق المتسلِّقين عليه داخليّاً و خارجيّاً،

و أمَّا ما دون ذلك فهو وهم السراب و أحلام الجبناء و أفعال تجَّار الدِّماء و ثقافة المستثمر المأجور.

أبو العلاء الشامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى